بعد سجنه لمدة 20 عاما .. سجين ينتظر الإعدام بعد ايام يناشد أولياء الدم بالعفو
يمنات – صنعاء
قال سجين في قضية قتل إن إدارة السجن في إب أبلغته أن الحكم بالقصاص جاهز للتنفيذ بعد ايام.
وكتب السجين محمد طاهر سموم، عبر صفحته على موقع “فيسبوك”: قصتي باختصار أنني قتلت زميلي عمار الحجيلي عن طريق الخطأ أثناء ما كنا نلعب بالسلاح في الوادي.
وأضاف: يشهد الله بذلك وكان عمري وقتها 13 سنة والكل يعلم ذلك إلا ان مغالطات وتزوير حصلت في كل أوراق القضية وتم الحكم عليَّ بالقصاص قودا والله يعلم انه ظلم وباطل لكن من ذا يغالب ربه لا راد لقضاء الله سبحانه هو الذي يحيي ويميت وهو من بيده كل شيء وإليه يرجع الأمر كله.
وتابع: لن أقول لو حصل كذا لكان كذا ولكن قدر الله وما شاء فعل، وأنا أطلب العفو من الله وأطلب من أولياء الدم أن يعفو لوجه الله، لأن الله عندما يرى عباده يعفو بعضهم عن بعض يقول الله لن يكون ابن ادم أكرم مني فيعفو الله عن من عفا لوجهه الكريم ويعفو عنه في ذلك اليوم عندما نأتي محملين ـوزارنا.
وتابع: أدعو أولياء الدم أن يفكروا ويعيدوا النظر في أمري لأنهم يعلمون أنني لم اقتل عمار عمدا وهم يظنون ذلك ولكن أقول لهم لماذا أقتله عمدا وأنتم تعلمون أنه ليس بيني وبينه شيء ولم يحدث أن حدثت أي مشكله بيني وبينهـ فاتقوا الله الذي سأكون انا خصيمكم بين يديه يوم القيامة.
وختم رسالته بالقول: أطلب من الجميع المسامحة إذا قدر الله عليَّ أن لا تنسوني من الدعاء أبدا فهذا هو ما أحتاجه بعد موتي، ولكن ثقتي بربي أنه سينجيني من كل شر، أنا أدعوه دوما اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت انك على كل شيء قدير.
نص الرسالة
رسالة أخيرة قبل تنفيذ الحكم على السجين محمد طاهر السموم إلى أهل صديقة بني الحجيلي لعلها تذكرهم بالرحمة والعفو التي زرعت بنفوس كل البشر من رب العبّاد ::
ارجو مشاركة المنشور على اوسع نطاق طلبت مشاركتكم للمنشور بس مافي تفاعل حفظكم الله شاركو لعلها تصل إلى من بعثت بها له والى اقرباءه لعلها تلامس قلبه ويرق ويشفق بإذن الله
رسالة مني انا السجين محمد طاهر سموم الى الوالد احمد حسين الحجيلي والى كافة بني الحجيلي
مرحبا عم أحمد
أنا محمد
أكتب لك رسالتي فارغة على حائط السجن الذي قضى عشرين عاما من عمره وهو ينتظر عفوك..
ربما تصلك رسالتي وأنا في الزنزانة وربما وأنا في القبر لكن لا فرق فكلاهما سجن…
أكتب لك بعيداً عن الخلافات والمحاكم ، بعيدا عن القضاء والمحامين ، بعيدا عن السن القانوني والطب الشرعي…
أكتب لك وأنا لا أخاف من الموت ، فما ذقت طعم الحياة من قبل حتى أرهب الموت….
فأنا ميت يا عم مثل عمار ، ولافرق بيننا سوى أنكم دفنتموه في قبر ودفنتوني في سجن وهو أشد ..
فأنت لا تدري ياعم كيف يعيش السجناء ، وكيف يتمنون الموت أكثر من الحياة ، يحسدون الأحياء على الحرية يوما ، ويحسدون الموتى على الخلاص كل يوم…
يأسهم يغلب أملهم ، وحزنهم يغلب فرحتهم ، وشقاؤهم يغلب سعادتهم ، لايبتسمون ولا يبكون ، لا ينامون ولا يسهرون ، تتساوى رغبتهم في الحياة برغبتهم في الموت ،
يجهلون نهاية سجنهم ، أهو بداية جديدة ، أم أنها نهاية النهايات.
عفوا عم أحمد
مع هذا كله…
فأملي الكبير بالله منحني أملاً آخرا بك فنهاية المرئ الحقيقية ليست بالوفاة ، بل حين يفقد الأمل تماماً…
وهذا مؤلم أكثر من الموت نفسه ، لأن اليأس يجلب لك أبشع صور الموت والانتحار..
ولولا الأمل ياعم لما انتظرتك عشرين عاماً واقفا خلف القضبان…
يتضاعف الأمل ويكبر بمرور السنوات…
عشرون عاما ليست قليلة
فيها تغيرت الكثير من الحكومات والدول..
مات الكثير من الزعماء وظهروا آخرين
ولد أشخاص وكبروا وغادروا الحياة…
فيها أصبح الطفل الصغير شاباً يافعاً…
وأصبح الشاب رجلا راشداً…
وأصبح الرجال شيوخاً كاهلين…
وأنا ما زلت منتظراً دوري المسجون ، إما في الحياة أو الممات.
عشرون عاما
تغيرت فيها الكثير من الأفكار ، وتحدثت فيها الكثير من النظريات…
رأيتم فيها تافهة الحياة ، وأدركتم فيها سرعة الموت ، ورأيتم ملك الموت وهو يجولوا في الشوراع، لا يمر شهر دون أن يفجعنا بقريب أو يرسل تحذيراته إلينا حين يقبض الآخرين…
لم يعد الموت بعيداً عنا ، وأسبابه لم تعد محصورة كما نظن…
فقد يموت الطبيب المعافى وهو يدواي المريض…
وقد يموت الطفل الصحيح قبل الشيخ الهرم…
وقد يموت الغني الذي لا ينقصه شيئًا قبل الفقير الذي نترقب متى يموت من جوعاً…
وقد يموت المسالم في بيته قبل المقاتل الذين يتمنى الشهادة كل يوم…
عشرون عاماً
فيها أصبح القوي ضعيفا..
والضعيف أصبح قوياً ..
والظالم صار مظلوما…
والغني صار فقيرا..
والفقير أصبح غنيا…
كل هذه التحولات وأنا الضعيف الذي ازداد ضعفا…
والمظلوم الذي ازداد ظلماً ، والفقير الذي ازداد فقرا…
ما أقساكم ياعم!
حين نشاهدكم من خلف القضبان
نراكم أنانيين في الحياة ، كأنها خلقت لكم فقط ، ونحن مجرمون ليس لنا إلا السجن أو الموت…
لسنا مجرمين كما تظنون نحن مذنبون تائبون ، يرتكب أحدنا جريمته ويعض إصبع الندم عليها في سجنه حتى يموت…
المجرمون الحقيقيون أكبر من أن يحتويهم سجن أو زنزانة…
يجول القاتل القوي في الشوارع فلا يتحدث إليه أحد…
ويطوف السارق الكبير في الأسواق فلا يعترض طريقه أحد..
ويشرب المسؤول الكبير فلا يحاكمه أحد…
قل لي ياعم!
هل سمعتم بمحاكمة وزير نهب خزينة الدولة!
أو بمساءلة مسؤول راتبه لايسمح بشراء شقة ،وهو يمتلك أبراجا سكنية ؟!
يؤسفني أننا نقيم العدل على الغلبة المساكين…
ونطبق القانون على الضعفاء الذين لن يتمكنوا من الهرب منه..
يؤسفني أن القضاء لدينا مازال محتاج لقضاء أشرف
فمن ينصف المظلوم إذا كان الظالم هو من يحتمي بالقضاء نفسه ؟
عفوا يا عم
ألم يلن قلبك بعد !
فلن يعود بموتي فقيد ،ولن يضاف لعمرك شيئا من عمري ، ولن يسمحك ملك الموت إن افتديت نفسك بمثلي ؟!
لقد ابتلاك الله بي كما ابتلاني بالسجن ، وأمتحن قلبك على العفو ، كما امتحن قلبي على الصبر ، وأوكل لك بعض الحق في التصرف عليّ ، كما له كل الحق في التصرف عليكَ ، فإن عفيتَ عفى وهو الأكرم ، وإن تجاوزتَ تجاوز وهو الأرحم ، وإن حاسبتَ حاسبَك وهو شديد الحساب…
إذا أحبكَ الله حبب لك العفو ، وجئتُ يوم القيامة في حسناتك لا في سيئاتك ، وجلبتْ رحمتك لي رحمة الله إليك ، وكان عفوك عني حجتك يوم القيامة ، ما أجمله من موقف حين تقف بين يدي الله وتقول :(اللهم إن كنتُ عفوتُ عنه في حقي وأنا عبد عاجز لاينفع ولا يضر فكيف بعفوك ورحمتك عليّ وأنت على كل شيء قدير )…
وإذا سخط الله عليك سلط قسوة في قلبك ، حتى يعاقبك بقسوتك ، ويحاججك بعملك ، تطلب عفوه وهو يرد لو عفوت عن عبدي لعفونا عنك ) .
لا أدري يا عم
هل استغنيت عن رحمة الله ، حتى ماتت الرحمة بقلبك ؟!
وهل غرتك أيامك أنك ستظل معصوما لن يبتليك الله بمصيبة تجعلك في موقف هوان مثلي تطلب العفو ولا يقبل منك ؟!
وهل حدثتك نفسك ولو مرة ماذا لو كان خصمك مظلوماً حقاً ،أي وجه ستقابل الله به وقد أضفتم إلى مظلوم قضى طفولته وشبابه في السجن وهو ينتظر العفو ، ظلم الإنتقام منه تحت مسمى العدل والقصاص؟!
أليس الأسلم أن تعفو يا عم ليس شفقة بي فقط ، وإنما خوفا من ألا تكون على الصواب أيضا ؟!
أليس الأحرى أن تعفو لوجه الله ، متجاهلاً مع من يكون الحق ؟!
أوليس من أخلاق النفوس الكبيرة ، أن تعفو حين القدرة ،
وتصفح حين القوة ؟!
أوليس من الأولى أن تكسبوا حب الناس وثناءهم عليكم حين تتجاوزون عن مسكين مثلي ؟
(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)
أخيرا يا عم
تذكر أن الإنسان لا يموت بانتزاع روحه فقط ، وإنما بانتزاع الرحمة من قلبه أيضاً .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.